بسم الله الرحمن الرحيم
التوطئة
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على سيدنا المصطفى وعلى آله أهل الصدق والوفا.
أما بعد.
فإن الهند من البلاد التي أدركتها أشعة شمس الإسلام منذ طلوعها في جزيرة العرب، وكان ولايزال الإسلام في الهند راسخ البنيان موطد الأركان، لأنّ مسلمي الهند استقبلوا الإسلام بإيمان مازج شغاف قلوبهم وقارن أعماق نفوسهم، فنجد مظاهر الشريعة وملامحها بادية في طول الهند وعرضها، تركت في ملف تاريخها آثار علمية خالدة تزدهي بها الحضارة الإسلامية شرقا وغربا وصبت في ربوعها جهود مضنية ترقم بمداد النور على عيون الحور.
فهل من أحد نبا سمعه عن أمثال صفي الدين الهندي متكلم الهند وأصوليها وعلي بن حسام الدين المتقي صاحب كنز العمال محدث الهند ولغويها والإمام شاه ولي الله بن عبد الرحمن الدهلوي، والإمام شمس الدين السيالكوتي الهندي والإمام الفقيه الشهير زين الدين أحمد بن محمد الغزالي والشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي ................................وغيرهم من جحافل الهند وفطاحلها.
وكان وما يزال المسلمون في الهند غيورين على ملة الإسلام ملتزمين بمظاهرها معتنين بملامحها يعطون للإسلام نفائسهم وغواليهم ويذودون عنها بأنفسهم.
نشأة فكرة المدرسة(فيض العلوم الياسينية)
تجري الدراسات الإسلامية والعربية في الهند اليوم على طريقتين الأولى بطريق المدارس والمعاهد التي تجري بالمساعدات الخيرية والتبرعات الأهلية ، وكذلك بطريق الحلقات الدراسية التي تجري في المساجد والتكايا الإسلامية حسب النظام القديم، والثانية بطريق الكليات العربية التي تجري تحت إشراف الجامعات الحكومية ومساعداتها المالية.
والطريق الأول الذي هو النظام الأكاديمي في الجامعات والكليات الحكومية وهو كما هو في أي مكان آخر لا يشبع ولا يسمن من جوع والمقرر فيها يكون قدرا يسيرا من القرآن لا غير، ولكنّ المنهج المتبع في الزوايا يعتني بجميع العلوم النقلية كالتفسير والحديث والفقه والعقلية كالمنطق والكلام واللغوية كالنحو والصرف والبلاغة، وهذه الأربطة خرجت أعيانا في شتى الفنونى العلمية انتفع بهم المجتمع الهندي المسلم، ولهم مؤلفات تصدع بعلو كعبهم في العلوم الإسلامية برمّتها.
ولكنّ الشيء الذي ينقص هذا المنهج أنه خال عن التطبيق العلمي حيث نجد في الهند حفاظا لألفية ابن مالك ولكنهم لا يستطيعون أن يكوّنوا جملة عربية صحيحة على حين أنهم يقدرون على تصحيح الأخطاء، وكذلك لا ينطلق لسانهم بلغة القرآن كما ينبغي، والسبب في ذلك كلّه أنّ لغة التعليم في الزوايا والجامعات هي اللغة المحليّة، وحلا لهذه المشكلة الراهنة
أردنا أن نضع معهدا علميا باسم مدرسه فيض العلوم الياسينية) يعلم فيه العلوم الشرعية عبر اللغة العربية وهمنا الأكبر أن نجعل لغة التعليم هي اللغة العربية وتحقيقا لهذا الهدف النبيل نأتي بالمدرسين من الدول العربية ونكوّن جوّا عربيا داخل دولة عجمية إن شاء الله.
أهداف المدرسة
نشر العلوم الشرعية عبر اللغة العربيّة.
تكوين علماء متخصصين في شتى العلوم العقلية والنقلية.
تكوين الدعاة الماهرين في شتى اللغات وإرسالهم إلى شتى بقاع العالم.
كفالة الطلاب المساكين.
تحفيظ القرآن الكريم.
الاعتناء بالمساعدات الخيرية.
المشاركة البناءة مع الجهات الاسلامية الأخرى المعتنية بالنهضة الإسلامية في شبه القارة الهندية
تزويد المعهد بالوسائل التعليمية الحديثة المبنية على التقنيات المعلوماتية بهدف التوسع فى الخدمات التعليمية الاسلامية وتوفير مناخ لها أفضل.
رسالة المدرسة
وتتمثل رؤية المدرسة فى أن يصير إن شاء الله فى نهاية المطاف صرحا للتعليم الإسلامى العالى فى الهند مع الحصول على التراخيص المطلوبة من الجامعات الاسلامية فى العالم الإسلامى فى المراحل الأولية ثم من الجامعات الهندية فى المراحل اللاحقة.
أما رسالة المدرسة فتتمثل فى إخراج علماء ورجال دين حاملين لرسالة القرآن-مصدر الاسلام الأول-وتعاليمه شهداء على كونه ليس محض أفكار ومبادئ لاصلة لها بالواقع بل هو منهج حياة شامل يطبق فى كل مناحى الحياة ويصلح لجميع الحالات مسهمين بالتالى فى التعايش السلمى بين أبناء البشر وأجناسه كافة......
Sunday, 14 June 2015
التوطئة
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment